
حيث تكون الأخلاق يكون الوطن
بقلم ياسين العلواني
في زحام الحياة، حيث تتباعد المسافات بين القول والعمل، تبرز أرواق بشرية نادرة، تختزل بوجودها معنى الوفاء، وتجسد بأخلاقها صورة التميز. إنهم شموس تضيء دروب الخدمة، ويقظات ضمير تذكرنا بأن الوطن ليس جغرافياً فقط، بل هو قيم تنتمي، وهمم تعلو، وتضحيات تقدم.
ومن بين هذه الهمم العالية، ينبعث العقيد كاظم الصبّح، الضابط الذي لم يكن رقماً في سجل، ولا موظفاً، بل كان رسالة سامية تجسدت في إنسان. جعل من مركزه الشرطه واحة للأمن، ومدرسة للانضباط، وبيتاً للثقة. ففي منطقة أبو غرق، حيث ائتمنه الوطن على أمنها وسكينتها، لم يكن العقيد كاظم الصبح مجرد مدير لمركز شرطتها، بل كان قائد وحكيم، الذي عرفته الأحياء شريكاً في أفراحها وأتراحها، وسنداً في حلّ مشكلها. فكان بذلك المثال الحي لرجل الشرطة المنشود: قلباً ينبض بالولاء، وعقلاً يتوهج بالتخطيط، ويداً تمتد بخيرها وأمنها إلى كل مواطن.
فهيا بنا نقف وقفة إجلال أمام هذه السيرة العطرة، ونغترف من معين أخلاقها، علنا نقتدي بها، ونسير على دربها.













