بقلم: زينب جواد الهاشمي
في مدينة النجف الأشرف، حيث تتلاقى الروحانية بالإنسانية، تبرز دائرة ذوي الاحتياجات الخاصة كواحدة من الدوائر الخدمية المتميزة التي لا تؤدي عملًا إداريًا فقط، بل تحمل على عاتقها رسالة نبيلة وإنسانية تستحق التقدير والدعم.
هذه الدائرة التي تضم كوادر متفانية تعمل بصمت، أصبحت اليوم أنموذجًا في الرعاية والخدمة المجتمعية، لما تبذله من جهود كبيرة في دعم وتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة، ودمجهم في المجتمع، ليس بوصفهم فئة مهمشة، بل كجزءٍ فاعل له حقوقه وطاقاته التي تستحق الاستثمار.
خدمات متعددة بأبعاد إنسانية
توفر الدائرة مجموعة واسعة من الخدمات تشمل الرعاية الصحية والاجتماعية، التأهيل النفسي، الدعم التعليمي، وتوفير المعينات الحركية، إلى جانب برامج خاصة لتطوير المهارات واكتشاف المواهب الفردية. كما تسهم في التنسيق مع المؤسسات الحكومية والمنظمات غير الحكومية لضمان شمول أكبر عدد ممكن من المستفيدين.
رؤية متقدمة وشمولية
ما يميز دائرة ذوي الاحتياجات الخاصة في النجف هو رؤيتها التقدمية التي تعتمد على الدمج لا العزل، وعلى التأهيل لا الرعاية فقط. فهي لا تقدم خدمات من باب الشفقة، بل من منطلق الحقوق والمواطنة الكاملة، وتسعى لخلق بيئة مشجعة تُنمّي الاستقلالية وتفتح أبواب العمل والتعليم أمام هذه الفئة.
كوادر متفانية… وإنجازات على الأرض
بفضل كادرها الذي يمتلك خبرة وكفاءة، تمكنت الدائرة من تحقيق إنجازات ملموسة، سواء على صعيد تطوير البرامج التأهيلية، أو تنظيم الفعاليات والأنشطة التي تسهم في رفع الوعي المجتمعي، أو عبر المتابعة الميدانية لحالات خاصة تحتاج إلى عناية دقيقة.
شراكات مجتمعية فعالة
تعمل الدائرة بروح الفريق مع المجتمع المحلي، من خلال التعاون مع المدارس، والجمعيات، ومراكز التدريب، في مبادرات مشتركة تهدف إلى إزالة الحواجز وفتح آفاق جديدة أمام ذوي الاحتياجات الخاصة ليكونوا مشاركين حقيقيين في بناء مجتمعهم.
الختام: إنسانية تُكتب بالفعل لا بالكلام
تبقى دائرة ذوي الاحتياجات الخاصة في النجف الأشرف أحد العناوين البارزة للعمل الإنساني الصادق، حيث تجتمع الرحمة مع الاحتراف، وتلتقي الخدمة بالاحترام، في مشهد يستحق أن يُروى كنموذج يُحتذى في مؤسسات الدولة.
