السرطان ارهاب دائم فهل يحتاج إلى فتوى لمحاربته

zainab22 أبريل 2025آخر تحديث :
السرطان ارهاب دائم فهل يحتاج إلى فتوى لمحاربته

السرطان… إرهاب دائم! فهل يحتاج إلى فتوى لمحاربته؟
وكالة الصحافة العراقية

د. احمد العيسى

في عالمٍ تكثر فيه الحروب وتتعدد فيه أشكال الموت، يبقى السرطان هو العدو الصامت، الذي لا يُعلن عن نفسه إلا بعد أن يتمكّن، ولا يُظهر أذاه إلا حين يكون قد توغل في الجسد، وتمدد في الأمل، ونهش من الروح أكثر مما ينهش من الخلايا.

نكتب اليوم المقالة الثالثة عن هذا المرض الخبيث، لأننا نؤمن أن الصمت عنه جريمة، والتعايش معه استسلام، والتقاعس عن محاربته هو خيانة إنسانية بكل المقاييس.

السرطان ليس مجرد مرض… إنه إرهاب دائم!
كيف لا وهو يحصد الأرواح بلا رحمة؟ كيف لا وهو يخطف الأطفال من أحضان أمهاتهم، ويترك الأمهات في ممرات المستشفيات يجهشن بالبكاء على جسد ضعيف يخوض معركة خاسرة بسبب دواء مفقود، أو تشخيص متأخر، أو إهمال حكومي؟

هذا الإرهاب البيولوجي يضرب بلا تمييز، ولا تعنيه الانتماءات أو الأعمار أو الطبقات. ومواجهة هذا العدو لا تكون فقط عبر المشرط والدواء، بل تبدأ من الوعي المجتمعي، والجهد الحكومي، والمسؤولية الأخلاقية.

هل نحتاج إلى فتوى لمحاربته؟
ربما يبدو السؤال صادمًا، لكن واقع الحال يقول: نعم، نحتاج إلى “فتوى”؛ ولكن لا بالمعنى الديني وحده، بل بمعناه الوجودي، بمعنى أن يتحرك الضمير الجمعي، وتستيقظ الإنسانية النائمة، ويصدر من كل مسؤول، وكل طبيب، وكل إعلامي، وكل فرد، “فتوى داخلية” تُحرّضه على أن لا يكون صامتًا في حضرة الألم.

الدواء حق، والكشف المبكر مسؤولية، والعلاج ليس ترفًا!
في بلاد مثل العراق، حيث تتعدد التحديات، يغدو توفير مراكز علاج متخصصة ومجانية، وأدوية فعالة ومتوفرة، وبرامج توعية حقيقية، ليس مجرد مطلب، بل أولوية وطنية. ولا نُبالغ حين نقول: إن تجاهل هذا المرض هو تقصير لا يقل خطورة عن أي فشل أمني أو سياسي.

دعوة للضمير
نكتب اليوم لا لنخيف، بل لنوقظ. لا لنزيد الألم، بل لنحث على الأمل. فمحاربة السرطان لا تحتاج فقط إلى أطباء، بل إلى إرادة سياسية، ووعي إعلامي، ودعم شعبي، ومجتمع لا يخجل من قول الحقيقة مهما كانت قاسية.

الخاتمة: كفى صمتًا، كفى انتظارًا، كفى تهاونًا
السرطان لا ينتظر، فهل ننتظر نحن؟
فلنحاربه كما نحارب الإرهاب، ولنضع له خطة وطنية كما نضع لمواجهة أي تهديد أمني.
ولنجعل من المقالة الرابعة، بإذن الله، شهادة على شفاء لا رثاء على فقدان.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة